الخميس، أغسطس 04، 2016

في غرام المدينة

هنا.. في غرام المدينة .. يحترق الضباب. والقهوة تفعل فعل الصحو، فترى العشق واضحا،... والكذب اكثر وضوحا.
في شرفة مطلة على مشهد كان يبدو ساحرا تذكرها. رقيقة كنسائم بحر تعبث بخصلات شعرٍ في ليلة صافية، مشرقة كدقات الفجر على بوابات السماء. لحديثِها فعل السحر.. هو يذوب حيث تنساب كلماتها، فينساب معها فوق موجة هادئة. يدرك كل كلماتها ومعانيها إلا أنه لا يملك القدرة على الإنتباه التام للكلمات، فعيناها تجذبه بقوة دوامة. دقات قلبه المتصاعدة لا ترسله إلى أعلى وإنما تجذبه بشدة إلى غياهب الدوامة إلا أنها تزداد بريقا ووميضها يتلألأ كضي جوهرة، كلما اقترب منها كلما ألِفَ نورها.
موج الأمل استبد بكيانه ثانية، عصف العشق بقلبه، واستعاد ثقة كانت قد ولت مع آخر راكب استقل قطار عمره منذ .... لا يذكر.
-          ما اسمك؟
-          أجابت : "سهر"
لم يكن في حاجة لسحر آخر يقبض سيطرته على تلابيب قلبه المنفلت من بين جوانبه. اطلق العنان له في رحلة شديدة الرياح. تارة تعصف بها رياح العشق الثائر، وتارة تعصف بها رياح الشك القاتل.
كانت القهوة سرهما وصحوهما الذي يتشاركانه، يفسح لنفسه المجال بعض من دخان سيجارة كي يتسنى لهما رسم بعض خيالات منه على صفحة من هواء. كان مرار القهوة لذيذا تارة وكان علقما تارة أخرى. إلا أنه حين الفراق لم يبق إلا هو وفنجان القهوة والدخان.

زفرة في الهواء خرج معها بعض من حنين مختلط بأنين يوَدِّع بعض من ذكريات خلفتها على صفحة من عمره. زفرة أخرى محملة بالغضب وجُرحٌ لا يندمل. زفرات متتابعة يصاحبها الدمع في تناغم معتاد، حيث يجلس هو راوياً لضحية أخرى هزيمته المتكررة. تمد يدها الرقيقة كي تمسح عن عاتق ذكرياته بعض من آلام ووعد أن تهبه فرح ينسيه ما كان. تتلاشى الزفرات والدموع لتسكن عيناه إبتسامة أمل ورضا يصاحبها ثقة كانت قد ولت مع آخر راكب استقل قطار عمره منذ.... لا يذكر.

ليست هناك تعليقات:

آخر طقس

ذات صباح لن يُغْفِلَ استيقاظك.. أنت على موعد مع .. الحياة لم تنبئني العرافة به.. لم تفصح عنه فناجين القهوة حدسٌ هو.. لم تتمكن سن...