الجمعة، فبراير 20، 2009

ساديزم ... مجموعه قصصيه لمحمد الغزالى





ساديزم ( رؤية قارىء)
يجب ان انوه اننى لا املك ادوات الناقد و لكنى املك رؤيتى الفقيره كقارىء


مجموعه مميزه فى كل قصصها ، تستطيع ان تتنفس رائحة علم النفس تطل عليك من معظم الفقرات و خلفيه ثقافيه و دينيه تفرض نفسها على الاحداث ، تم توظيفها جيدا و ليس فقط من باب الاستعراض.
بدأت كل قصه بجمله رائعه خاطفه للانتباه - لا تملك الا ان تعود لقرائتها ثانية بعد الانتهاء من القراءه – لها مدلولها فى القصه تعكس ثقافة الكاتب المتنوعه .. فتنوعت بين آيه قرآنيه و حديث شريف و قول و شعر و احيانا جمله مميزه من القصه .
(خطة نابليون )
اختيرت لتكون اولى قصص المجموعه و هى – للوهله الاولى – اصعبهم قراءه يميزها طولها – نوعا – و تقاطع احداثها و تصاعدها وصولا الى النهايه الغير متوقعه .
يبدو جليا ان الراوى يدرك جيدا اللعبه – الشطرنج – و يملك زمام الاحداث فهو يتنقل بخفه و ذكاء للامام و للخلف معتمدا على ادراكه الجيد و دهاءه .
( رساله من انثى )
وجدتها اكثر القصص مباشرة و ان كانت لا تخلو من الاستخدام الجيد للالفاظ .
( البديل )
قصة الثلاث اطراف فى المعضله العاطفيه ، قد تكون سردا لاحداث واقعيه مكرره فى الواقع .
( الفراشه )
هى الاروع من وجهة نظرى على الاطلاق بالرغم من انها تشبه فى الخط الرئيسى فكرة " البديل " بتمركز الثلاث شخصيات الرئيسيه ، الا انه هنا تم التناول بشكل مختلف و برؤيه اعمق للشخصيتين.
يبدو اعتزاز الراوى بشخصية البطل فى الفقره التاليه ( الصقور و النسور طيور جارحه و برغم ان الاثنين لهم نفس الكبرياء الا ان النسور بتاكل الميت .. او الضعيف .. الصقور بترفض ده مش بتلتهم فريستها غير و هى قويه ..)
( ساديزم )
عالق فى ذاكرتنا دوما نفور من الشخصيات الساديه .. نجح الكاتب فى اخر فقره ان يكسبنا تعاطف مع الشخصيه الساديه ( مريض لم يتلق علاجا او ابعادا لخطره عن الاخرين ).
( آسر )
هى قصه بحق تطرق باب قلبك برفق و تهزه بشده بشده و تتركه لينا ً.
جاء الاسم ( للقصه و للشخصيه ) موفق جدا ً.
( طبعا انا ملحد )
عنوان صادم .. مستفز .. يدعوك للبحث و متابعة العمل ان كنت معتدلا ً و لا تكون آرائك من السطح ، فإذا توغلت فى العمل تجد انك غير مستاء بالمره الا مما يستدعى الاستياء فعلا ( مسلمين بلا اسلام ) .
اسعدتنى شخصية ( محمد ) الذى تكاد تراه رؤى العين و لا تراه فى ذات الوقت لشفافية روحه ، مسلم معتدل بمعنى الاعتدال الحق ، يدرك روح الدين ، يلمس روحك حواره و هدوءه و اتزانه ...
( يبدو جلياً خلفية الكاتب الدينيه ) .
( البدين )
( ان الله لا ينظر الى صوركم و اموالكم و لكن ينظر الى قلوبكم و اعمالكم)
ببساطه القصه تتناول الجدل الدائم حول المظهر و المضمون فى تقييمنا للاخرين و لانفسنا ( جزء منا يبقى لا يخلو من السطحيه ).
********************************************************
نرجع تانى من التفاصيل للاجمال
فضلت ( الفراشه ) عن ( ساديزم ) لانها القصه الاروع من وجهة نظرى الى جانب ( طبعا انا ملحد ) و ان كان اختيار اسم ( ساديزم ) جاء موفقا جدا لانه جاذب جدا بعكس ( الفراشه ) الذى سيبدو غير ملفت تجاريا للمجموعه ( عادى نوعا ) و على عكس ايضا ( انا ملحد ) لان رغم جاذبية العنوان و لفته للانظار الا انه يعطى انطباعا قد يـُساء فهمه .

ايضا الكثير من الجمل المميزه جدا فرضت نفسها لدرجة انها تملكك و تاخدك معها لفتره و انت تقرا .. اذا حاولت ان اذكرها كلها ساحتاج الى صفحات ( بدون مجامله ) لذا ساذكر مقتطفات فقط ...

( انا النار .. ايمكنك ان تلوم النيران على انها احرقتك ؟ انت من غرك لونها المبهر فاقتربت لتحترق .. ) ........ساديزم
_____
( ثمة اناس تخنق ذكراك قلوبهم .. فيحيون ، و ثمة اناس .. تخنقك ذكراهم .. فتموت !! و ما بين حياتهم و موتك .. تصير قبرا يلتحف بنفسه ..تعد كم شخص مر بك و سكنك .. و لا تعى انك من خلالهم ايضا .. تدفن روحك )
( ايكون الالم هو ما ينطق باوردتنا فيأمرنا بان نحترق وجعا ام نحن من يطلق بارادتنا دفقات من الحنين و الوجع الى جوارحنا ؟؟ )
( اتيت بك من مسافة ذاكرة قديمه .. قطعتها ما بين احساسى بحرارة كوب من القهوه .... و وجودك ! لم تكن باكثر من مسافه عابره للزمن .. ما تجاوزت من وقتها عمق خيبتى فيك ! و الان وحدى .. امام كوب قهوه .. و على حواف موجه بارده من الحنين اذ بوجودك عميقا يشاطرنى القهوه و حواسى !! ترى .. اى خيبة جديده حملتها ذكراك لى .. فى مكان اعتاد لقاءنا .. دائما ؟؟!! )
( افكارك و الجنون وجهان لعمله واحده و قلبى هو العمله الاخرى التى يتركها ظل عملتك على الارض )
....... الفراشه
_______________

بالتوفيق يا محمد


هناك 13 تعليقًا:

.:.-=- ELGaZaLy-=-.:. يقول...

بجد يا سهر مش عارف اقولك اية ..
شكرا على حضورك يوم حفل التوقيع من مكان بعيد..ولا على تعبك بالبوست ولا ولا ولا بجد شكرا اوى يا سهر ..

واتمنى اكون بس منحتك بعض من ابداعك,,شكرا بجد

mohamed ghalia يقول...

بجد واضح إنها روعة
هحاول بإذن الله أجيب كتاب محمد
دمتى بكل الود
رائعة هذه الروح بين المدونين

الازهرى يقول...

واضح انك قرأتيها بتمعن جدا
وده دليل على انها مجموعة جميلة
هاحاول احصل عليها فى اقرب فرصة
لكن صعب جدا اقرأها الايام دى
لان عندى ترتيبات كتير لازم اخلصها

تحياتى لتلك اللفتة الجميلة والمتوقعة ممن فى مثل رقتك

Unknown يقول...

عزالى اساسا منل المدونين اللى بحب متبعتهم وبستفيد منهم جدا ولما سمعت عن كتابة وصلتنى نفس الفكرة انة هايبقى اديب لية احترامة واسلوبة الجميل

شكرا يا سهر على العرض الممتع

هانى زينهم يقول...

فى الحقيقة انا ما قريتش المجموعة دى عشان كدة مش هاعرف اقول حاجة بس ما اتعودتش الاقى اسمك فى الريدر وما اجيش .

موناليزا يقول...

عودا احمدا
فينك من زمان
يارب تكونى بخير
تحليل جميل وشيق يجذبنى لقراءة الكتاب

ســـــــهــــــــــر يقول...

محمد الغزالى

اقل مما تستحق مجموعتك القصصيه و ابداعك
انا اللى اشكرك على كم المتعه المصاحبه للقراءه

ســـــــهــــــــــر يقول...

mohamed ghalia

هى بالفعل مجموعه رائعه تستحق القراءه

اشكرك على كلماتك الرقيقه و مرورك الجميل و متابعتك الودوده هى الروح الاجمل هنا

ســـــــهــــــــــر يقول...

الازهرى
هى مجموعه رائعه بالفعل و تستحق القراءه اتمنى تجد الوقت لذلك
كل اللى عملته انى سجلت رايى كقارىء فى المجموعه لاشارككم به
اشكرك على رقة كلماتك و على مرورك الذى يسعدنى

ســـــــهــــــــــر يقول...

واحد مش فاهم حاجه

بالفعل محمد الغزالى من الكتاب الملفتين جدا بمجرد ان تبدأ فى القراءه له تعرف انك ستقرأ عمل يستحق وقتك
هذا ما دفعنى للحصول على المجموعه و التعقيب عليها

ميرسى على مرورك و سعيده ان العرض عجبك

ســـــــهــــــــــر يقول...

هانى زينهم

مرورك و متابعتك دايما بتسعدنى و لما تقرا المجموعه كمان هتعجبك ان شاء الله
ميرسى ليك

ســـــــهــــــــــر يقول...

موناليزا

انا مقصره معاكى جدا و مع الكثيرين
بس العذر و السماح يا اهل الطيبه

ميرسى على مرورك الجميل اللى افتقدته بجد

محمد مرسى يقول...

بجد احساسك راقى جداً
ممكن تتابعى مدونتى على:
www.farawlaa.blogspot.com
وممكن كمان لو عجبتك نعمل تبدل روابط للمدونتين..
راسلينى على:
info.farawla@yahoo.com
شكراً..

آخر طقس

ذات صباح لن يُغْفِلَ استيقاظك.. أنت على موعد مع .. الحياة لم تنبئني العرافة به.. لم تفصح عنه فناجين القهوة حدسٌ هو.. لم تتمكن سن...